زفرات حارهـ ...

موضوع: زفرات حارهـ ... 2/16/2009, 10:26 pm

زفرات حارهـ ...

[b]سلام يطرق قلوبا منصته لحشرجة حرف
صاخب ..نبض مستتر خلف روح متعبه .. في البداية أحب أن أقول أني أشتقت لكم جميعا ..
هاأنا عدت إليكم من جديد وبرؤيا جديدة .. نظره جديدة للحياة فأحببت أن تشاركوني
إياها ..
في الشهرين
الماضيين تغيرت حياتي انقلبت رأسا على عقب لاأعرف أن كان هذا التغيير جيدا لي لأعرف
نِعَم الله .. أم سيئا لأني رأيت الوجه الآخر للحياة .. لكن جل ماأتمناهـ أن يكون
مامضى تكفيراً لذنوبي ..
عناوين قد كانت في مخيلتي لها تعريفا
لكن الآن أصبحت لها تعاريف خاص بي ..

الألم ..
شعور يفتت أضلعي ..إحساس مريع يسكن
ذاتي ..ألم لاأقوى على احتماله .. فبينما أنا في قمة فرحي فالإجازة بدأت والعيد
يقترب وبعد أن نجاني ربي من خطأ طبي كان سيؤدي بي وخروجي من المستشفى كان أحساس
جميل يتملكني أقفز فرحه من أعلى الدرج وأتسابق مع نفسي وأتمتم بأغنية عدنان ولينا
فقد علقت بلساني ..

جمعتهم أماني .. جمعتهم أماني ..
أماني حلوه ..حلوه

حلوه وجميله .. حلوه.. عدنان يتحدى
الصعاب ..عدنان عدنان غالي ...

ولكن ماإن وصلت لآخر درجه حتى سمعت
صوت مرير ومؤلم ..صوت أمي وهي تبكي وتحكي لأحد أخوتي عن موقف ((أخي الذي أتى
للمستشفى لزيارتي .. جاء فرحاً ليعلمني أنه حدد موعد زفافه ..جاء ليرفع معنوياتي
..جاء ليفرحني .. جاء لأشاركه فرحة عمره لكنه لم يجدني الفتاة التي تركها يوم أمس
..أِسْودَ وجهه (وخنقته العبرة) فقد وجدني جثه هامدة لا أعي ماحولي )) بعد سماعي
هذا حاولت أن ازدرد دموعي لكنها أبت إلا أن تنحدر على وجهي بحرارة صعب أن يتملكك
شعور بأنك قتلت فرحة أحد لكن أن يكون هذا الشخص هم أهلك أمك أبوك أخوتك فهذا شعور
قاتل خصوصا إذا تظاهروا أمامك بأن لا شيء حصل ... في هذه الفترة كنت قد بنيت لي
شرنقة من الألم والتعاسة واحتقار النفس لكني هجرتها لأعتبارات عديدة أمي, أبي,
أخوتي ,أصدقائي فمهما كانت معاناتي وصراعاتي مع نفسي ومع ظروفي و ألمي هم لايستحقون أن يتألموا معي
..

همسه : مهما
كانت ظروفك فلا تتخذ الاستجداء حِرفه لتكسب بها قلوب الآخرين فأنك ستخسر نفسك أولاً
..

الحزن
..
ليس كل حزين حزين
فالنفوس لا تعيش الألم ذاته وإن تشاركوا ذات عنوان الألم ..وليس كل من يضحك فرح
فالطير يرقص من الألم .. دخلت أكثر من مستشفى ففي المستشفى الأول تعرضت لخطأ طبي
كاد أن يؤدي بي ؟.. فأصر أهلي على انتقالي لمستشفى آخر ..بالفعل نقلت أوراقي وبدأت
أتنقل مابين موعد تحليل وآخر للأشعه وأخيراً موعد لإجراء عمليه بسيطة .. الحمدلله
العملية كانت بسيطة لكن الذي كان صعبا رؤيتك لغرفة العمليات !...خرجت من غرفة
العمليات قضيت ساعات تحت تأثير المخدر بعدها بدأت أتلمس العالم من حولي لم أجد أحد
بجانبي فوالدتي كانت "تصلي " انتبهت على صوت يناديني
__ "محتاجه شي.. تبين شي
"

__ " لاشكراً
.. ثم على استحياء .. قصدي أبي مويه "

هذا كان التعارف الأول بيننا أنا
والمريضة التي بجانبي ..فتاة تصغرني بعام واحد أنهكها المرض تقبع على هذا السرير
منذ أشهر لكنها مفعمة بالحيوية والأمل عكسي تماما فقد كنت في قمة يأسي .. أصبحنا
أنا وهي صديقتين نتبادل الحديث تتعالى ضحكاتنا أبثها حزني ويأسي فتهديني الأمل ترنو
ألي بحلمها في رؤية السماء والشوارع وبيتهم "فقد كانت مدة مكوثها على هذا السرير 7
أشهر " فأنكب أقول لها بأنها ستمل منها بمجرد خروجها ..هكذا كنا أنا والهنوف .. في
كل ليلة نضحك على التي تطلب منا الراحة والنوم فننام وما إن نشعر بعدم عودتها حتى
نرجع لنكمل حديثنا .. وفي تلك الليلة خصوصاً كانت أحاديثُنا مهمة فقد كانت الهنوف
توبخني على قصيده كتبتها فقد كانت سوداويه مليئة باليأس
وأخذت الهنوف تتكلم عن الأمل وأنا
أحادثها عن اليأس ..ترسم لي التفاؤل وألونه لها بالتشاؤم ...>استميحكم العذر على
هذه النظرة السوداوية لكن مررت بأقسى ساعات اليأس " لكن الهنوف لم تستسلم تصف لي
شروق الشمس وروعة المكان وأن الأمل يكون أجمل بعد عناء من اليأس وتطلب مني أن أراها
فهي لازالت تشعر بالأمل رغم كل شيء وأن آمالاها لاتحدها المستحيل .. أبتسمت ..
أقتنعت .. هناك أمل ..هناك حياة جميله ..هناك التحدي والممكن ولاشي صعب أو مستحيل
..نعم اقتنعت أن تلك الغيمة ذات اللون الرمادي القاني هي فقط من ستلد وتلك البيضاء
فإنها عقيمة .. شكرت الهنوف على بذرة الأمل التي زرعتها فيني ووعدتها أني سأكتب
قصيده يملؤها الأمل بدل تلك السوداوية .. تبادلنا الوعود وقررنا أن غداً مع شروق
الشمس سيشرق الأمل فيني ويتجدد فيها ..نعم موعدنا غداً صباحاً .. واستسلمنا بعدها
لنوم لنحلم بالغد ..

الساعة 3.45
صباحاً

بدأت
أصوات مزعجه تعكر نومي .. أصوات رنانة تليها أصوات غير مفهومه ...
ماهذا أليس من المفروض أن المستشفى
ينعم بالهدوء .. صحوت من نومي لأرى أبشع منظر في حياتي .. منظر الأطباء وهم
يطوقونها ..يحاولون جعلها تتشبث بالحياة لكن الروح فاضت لباريها ..نعم فاضت ..
فأخذوا يسحبون الاجهزه منها ..جهاز تلو الآخر .. يخرجون والدتها من الغرفة .. أما
أنا فما أن أدركت أن تلك التي يطوقونها هي الهنوف حتى ...........لااعلم مالذي فعلت
لكن الذي أعلمه هو أن أخرجوني وبقوه من الغرفة .........

وها أنا أعود مجددا بخفي حنين ..
أضعت معنى التفاؤل .. والأمل الذي بدأ يدب فيني ذهب مع الهنوف ودفن معها ..رحلت أنت
وبقيت أنا...رحمك الله رحمة واسعة يا "هنوفي "

أنا لستُ أقنط من رحمة الله فمع كل
هذا لازلتُ أحتفظ بابتسامه مصطنعه ..ابتسامه عوجاء وأخرى عرجاء ..أهمه أنني كنت
أبتسم ..

همسه
: أن تضيء شمعه صغيره خير لك من أن تنفق عمرك كله تلعن الظلام
..

موضوع: رد: زفرات حارهـ ... 3/13/2009, 12:59 pm

:~s~: :good: :لبةرلاى: :اتسبياست: